الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

رسالة إلى عاشق محترم


أيها الأب..

ايها الرفيق..

أيها العاشق المحب..

فضلاً,لا تتبعني حيث أمضي

فقد عزمت امري ان أهجر فراشك

وشمسك الدافئة

واصم أذنيّ عن دقات قلبك الهادئة

أيها الحبيب المخلص..

لا تفتقدني في عيد العشاق

فأنا سافكر فيك كثيراً

وساحتفل بذلك اليوم بداخلي

سأقيم حفلاً ماجناً وأراقصك تحت القمر

لكن!!

فضلاً لا تتبعني حيث سأمضي

هناك تدور حكاية بين النساء

عن امرأة تركت زوجها لأحضان عاشق

قالوا عنها زانية,وعاهرة,وصابئة عن أعراف الشرقيين

هل تعلم عن الشرقيين؟

أنهم قوم لا زالوا يحملون الكره للنساء

أنهم من ينظفون جماجمهم من سير الأولين

حيث الأولين يخلصون في المعاملة ويحسنون العشير

بينما هؤلاء لا يفعلون

أن كنت لا تدري عن الشرقيين

فأنا من هؤلاء الذين لا تدري عنهم

لذلك!!

فضلاً لاتتبعني حيث سأمضي

فأنا بحاجة إلى خبز وماء

وطفل صغير يأكل الصحة من ظهري

ويكبر على خير واحتين فوق نهديّ

أنا التي ينتظرها بعلها على قارعة الطريق

كي ينسج معها سيمفونية صراخ وبكاء وعويل

حيث لا يوجد لدينا ليل طويل

فالنوم يجذبنا وقت أن تذهب الشمس المتعبة

فأجسادنا هزيلة,تعبة,ومهترئة من نضال الحياة

هكذا هم الشرقيين

لا ينبغي لهم أن يطمحوا بغير رجل يستظللن بظله

ولا يحلمن بشئ سوى طفل يصرخ في مهده

ولا ينبغي لهن أن يستمتعن في فراش مع غريب

تلك هي حياة الشرقيين

لذلك!!

فضلاً لا تتبعني حيث سامضي

أنظر إلى يديّ المتقشفة

أنظر إلى قدميّ التي ماعادتا تقويان على حملي

أنظر إلى نهدي الذي تهدل من ارضاعهم

وأنظر هنا مابين شفري

كيف للبكاء أن يعيد له حقه

أنا لم أعد امرأة تصلح للأستعمال

فقد قارب بصري أن يكف عن النظر

لأن هنالك بعلاً ينتظرني على قارعة الطريق

لذلك!!

فضلاً لاتتبعني حيث سأمضي

فأنا الزانية التي يحكون عنها

وأنا العاهرة التي تجرعت بؤسهم وتحملت

وأنا الصابئة عن عاداتهم التي وضعت بأيديهم سوطاً

وأنا التي يجب أن تخلع ملابسها كي يجلدها بعلها

هؤلاء هم الشرقيين

فتباً لهم..ولي..ولنا

وسأظل أرتب لنا موعداً في خيالي

فلا تخلف الميعاد

ولا تتبعني حيث سأمضي..وأمضي

فلا تنتظر

الأحد، 18 أغسطس 2013

بصرك اليوم حديد

عين جافة ’وعين مبتلة ببعض الندى’وعين منكسرة على أسرارها’ وعين تبتلع النظرات كما العمر يبتلع الأيام.
كان المنزل واسعاً..فضفاضاً ممتلئ بكل ما لذ وغلا وعمّت الراحة ألوانه’إلا المودّة كانت الضيف الغائب حتى الحضور أتوا وقد تركوها داخل قمقم ناعسة غير مبالية بصولاتهم نحو جارهم الشاب.
القهوة المرة كانت سيدة الموقف’ والسواد كان كــ كبير العائلة الجميع يبجل وقاره ويعطونه من الاحترام ما يفيض عن حاجته.
همست إحداهن لمن تجاورها في الجلوس على كرسيي المذهب..
_ لعنه الله في كل وقت’ أذكر أن زوجي ذات مرة قصده في مبلغ من المال فأدعى الفقر.
واستها الأخرى مدعية الحب والمؤازرة
_ قبح الله وجهه’ وماذا فعل زوجك هل جمع المبلغ الذي احتاجه.
أكاد من غرفتي هنا أستمع إلي حديثهن بمُره ومُره..ليس به أي جملة تفك أسر الطعم البشع الذي ألقاه مع وقع كل حرف في أذني.
وضعوا أبيض القماش مع ماء وعطر..
_عفوا ما الذي تفعلونه هل ستضعوا علي جسدي ذلك العطر الرخيص.خسئتم أجمعين..أنا اعترض.
لم اشعر إلا بكف كان مستقره على وجهي دونما استطاعة مني علي الرد بكف مماثل..
رجل يشبهني في طولي..بل في نحافتي..كلا بل في وسامتي ..نعم أنا وسيم.
_ من أنت يا شبيهي
نظر إلي وكأنه يحتقر كونه يشبهني ثم شهق بالصبر وزفر بكراهيتي..مع نظرة غاضبه لم أستطع فك شفرتها.
_ ماذا تعلم عن نفسك حتى تجعلني أتجرأ وأخبرك عني؟
أعلم أنه سؤال ماكر يريد جواباً ماكراً أيضاً..ولكني اعلم جيداً من أنا.
_ أنا فلان..قلت أنا فقال ( لا أهتم لاسمك )
_أنا لدي قلت فقال ( لا أهتم بما لديك )
_ فماذا تريد إذن؟
لم أعلم أني لا شئ بالنسبة إليه’ أو أن ذكرياتي التي تمر أمام عيني الآن بسرعة ريح صفصف لا تساوي شئ له..عجيب فعله كما أرى أن طبعه أيضاً كريه’يكفي أنني أقرأ حروف الكراهية علي وجهه.
قال وقد ثبّت قدمه في الأرض..
_يكفيك وقتاً تودع فيه تلك الذكريات قبل أن أردك إلي رداً جميلاً
تغيرت الحلول أمامي وتكاثرت المشكلات’ انحدر من صلبي فتاة رمادية القلب لا تفضح إيجابياتي بل تدفنها في أرض مقفرة ’ترفض حتى السام من الحشرات التواجد بها.
دق هاتفها علي نغمة مقيتة لطالما نهيتها عن وضعها كرنين..
_ألو...
تمايعت وتلونت بعينها الحياة’ لكنها لم تبرح مجلسها مع الشياطين’ولم تنهي فعلها بالبكاء علي الخبر’اصطادت بعض الكلمات الضعيفة وغردتها كمالك الحزين بصوت متآكل...
_مات أبي!! صرخت صرخة مدوية قبل أن تغلق الخط متصنعة الضياع في موانئ الحزن’أعادت ملئ كأسها بأغنية مرحه قامت ترقص على صداها برفقتهم’ صرخت أناديها أن تجرعي بعض الحزن على من أغدق عليكي ووضع قلبه تحت قدميك الملوثة بالبراءة..لم تسمعني!
هناك شبيه لي مازال يراقبني بكراهيته..لكنه الآن يضحك بملء قلبه وكأنه يلقني درساً.
قلبي يصفق ويهلل لحبٍ ضاقت به الدنيا إلا بأحضاني ’ بكت طويلاً عندما غبت عنها لرحلة طارئة’حبيبتي التي طالما بجلت حضوري وحفظت غيابي’ عروس قلبي وحورية حياتي.
انعطفت قدمي تجاه صوتها القادم من مدفأة مشاعرنا في شتاء الغياب’ يغفو في بحر من النشوى’تصدح شارة شبقها معلنة لذة تجري من تحتها كما بحيرة صغيرة.
_ أحبكَ..قالت بغنج يفوق نعومة الأفاعي
لكن الكلمات دارت وبصقت في وجهي ثم استدارت لتدخل أذن غيري’تُرى أحلم ما أعيشه أم خيال يبزغ مع قلب السُكر الذي يطيح بعقلي في حسرة وملل.
دق هاتفها في أسى يحيل رسائل الشوق إلي دائرة النسيان..تلك كانت نغمتي التي وضعتها إشارة لي.
_ألو..قالت متناعسة.
انفرجت شفتا عينها لحظات ثم نظرت إلى صديق كان لي يوماً’ وعشيق كان لها دوماً دونما علم مني.
_حسناً سأفعل.
أغلقت في وجه الحياة خبر موتي ’ وأكملت ري رغبتها معه.تساءل ما الخبر فقالت..
_ نستطيع الآن أن نتزوج كما حلمنا دوماً..سأرث الكثير وليذهب هو إلى الجحيم.
أردت أن أبطش بهما ثأراً لقلبي وعيني التي رأت’بل وثأراً لقلبي الذي ضمهما يوماً فما وجدت إلا هباء,ضاعت القوة عند قدم روحي التي رحلت.

سأغتسل وأتنشق الورود واضع بعضاً من رائحة عطري الفرنسي علّني أفيق من تلك الأحلام.
_الموت ليس حلماً لكنه الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنين.

قال شبيهي وكأنه شامت بي’نظرته لا تريحني ولا تجيبني بل فقط تنقلني من عالم إلي أخر في لمحة بصر.
ليلة أطول من أيام السعادة التي أغدقتها علي الأقرباء مني’ناكرو السعادة أكتشفهم واحداً تلو الآخر وقد عشت عمراً عنهم في غفلة.

ضريح كبير حاطت به بيوت العنكبوت’وكأن للعناكب قلب حتى تترك ذلك المكان الموحش’إنها مثلنا تماماً بعضها يسكن أعالي السقف والأخر ينسج خيوطه فوق أي ابتسامة ويعيد تخريب قلبها.
دارت حلقة تفكيري كما كرة في الفضاء تعلو وتهبط عسى أن تجد لها مستقراً تهدأ به وتشغل حيزاً من فراغه..
في غفلة مني انسلّت من بين أضلعي ..بيدها فرشاة عريضة وجردل من لون قان  تهدهد خطوتها الأولى لتحفز الأخرى على المسير.
_أمي!؟
ملابسها السود لم تبهت..أنفها الأفطس لم يتغير..وجع السنين المختبئ تحت تجاعيدها أصبح أكثر جرأة من أن يظل متواري عن نظري ظل قلبي متعلقاً بها يرّجف من هول مفاجأته.
_أمي ..عانقيني أحتاج ضمتك لتهدئ من نار تيهتي وشرودي..أعيديني من موتتي الصغرى ورافقيني إن كانت موتتي كبرى.
لم ترد على استغاثتي ولم تفك ضفائر الأحجية العجيبة التي تتقاذفني مع الذهول كما الطابة الحائرة.
بعثرت الألوان فوق الشاهد فانسدلت حروفها حتى توسدت اسمي فأضاء فعلمت أني يقيناً قد مت.
لمعت الأنوار فسافر بريقها إلي حدود السماء المفتوحة ونعقت أبواق السيارات في غضب..وهمهمت الأفواه فسرّت بعض كلامها والبعض الأخر حجبته داخل محفظتي ليكون لهم ذكرى.
علي حرارة الجمر كان يسير رجل الشرطة ويزيح أفواجاً من الناس قد إلتفو حولي في ليل استضاف عرسي وأرسل للقدر دعوات مفتوحة للسهر بجانبي.
قال الطبيب
_ جرعة كوكايين زائدة ..

وأنفتحت بعدها أبواب السماء.

الجمعة، 26 يوليو 2013

سأعود سيرتي الأولى


هرب اليأس من تحت عتبة الباب العالي حيث يجلس أبي ليحدث الشمس عنا حديثاً لا يفهم تفاصيله سوى رجل شرقي كما أبي..
ظل طيلة صباحه يمشط حقول التين بابتسامة يانعة يظلل بطرف ثوبه صغار  النباتات ويقرأ لهن حكاية الجميلة النائمة تحت عروش الحزن تنتظر فارسها بلهفة ..فموعد لقائهما في فصل الربيع..
_ هناك يا أبي يجلس الجدول الباكي تحت ظل السنديان الأعمى..فهيا نغير مجرى الجداول الصغيرة كي لا تمطر السحب وجعاً.
كلاهما يحب الآخر..لكنني أرفض علاقة الحب بين الحزن والعجز فكلاهما يفتحان الباب أمام موت المشاعر الرطبة بل ويمدان له يد العون..
سنبلة سمراء كما بشرة صغار الحي..تضحك لي من بعيد ..أراها بوضوح تغازلني.. يقبل النسيم وجنتها فتزداد سمرة ويزيد الحياء..يكتشف أبي ذلك الغرام الأخضر بيننا فيضم خجلي بقلب تمرة صغيرة ويروي بؤس سنين في مجرى ريقه الحلو فتزدهر بشرته وتتفتح مسامه أمام ذلك المنظر البهي.
_ سنجمع أوراق النعناع المبتسمة ونرجع حيث تركنا العمر ينتظرنا.
قال أبي فاهتزت ضلوع الأرض بالحب..توعدته بالرعاية ان سقط يوماً في تربتها..
أسمعها تناديه ..
_في قلبي ستنتقل إلى ذلك العالم الآخر الذي لا تدري عنه شيئاً..لكنني سأكون لك خير أم وخير دار.
العيون الغريبة تتلقفنا بغيرة وعيون الحاقدين لا تعرف للحسد حدود..أختبئ وسط الزهور البيضاء وأتذوق بعضاً من ثمر التين فسرعان ما أشعر بانهزام شهيتي وتوقف ضجيج النحل من حولي..
سأذهب لأسلك دروب الفلاحين وأحمل على كتفيّ شواهد الصيف وكيزان الذرة وأحتمي من مطر الشتاء تحت ورقة من شجر الموز..تلك هي الجنة الصغيرة التي يرعاها لي أبي كي أعيش في كنفها حياتي الأولى..
ولحياتي الأولى أصغر من أن تذبل في دمعة قاسية..أو فكرة ضائعة فرأسي ليس وطن للأفكار..
ينتهي معرض المشاعر المزروعة بأرضنا الشاسعة..وتنادي الشمس باسم وتعاتبه على نسيانه تفاصيل الحكاية
يحملني..يهدهدني..ثم يعيدني سيرتي الأولى..حكاية صغيرة يحكيها للشمس قبل أن تطبع على شاربيه قبلة ما قبل الغروب.

الأربعاء، 10 يوليو 2013

ذكرى


في عيد زواجهم العاشر
تأنقت كعروس في ليلة عرسها..وحين دقت الساعة الثانية عشر ذهبت إلي خزانة ملابسه وقبلت قميصه المضرج بالدماء.

مشاعر باهتة


واصلت قراءة رسائل الشوق والحب وهي تبتسم..ثم أشعلت النار في ما تبقى من حب زائف وعادت لترتدي خاتم زواجها مرة أخرى.

ملامح

كانت الشجرة العجوز تنظر بعطش إلى من كان يرويها..وحين هبت نسمة خفيفة أسقطت بضع ورقات فوق قبره.