الأحد، 24 فبراير 2013

قلب ودمية صغيره

تزغزغ أصوات العصافير خارجآ سمع من يسكنون المنزل البسيط,طفل صغير مرتميه أمامه بعض الدمي تهدهدها ثورة القلوب البريئه,يختطف سكونها ويحرك آمالها بين كفيه الصغيرين , يجرجر الحصان وكأنه ملك السباق ويضع فوقه دمية صغيره علي هيئه ( سوبرمان) ,قناة أطفال تنشد الأغاني وتوزع الفرح الطفولي في الغرفه,ماألذ النعيم حين يصنع منا ملوكآ للدهشه ومن قلوبنا بساتين ملئ بقطاف الحب الدانيه.


جو هادئ يملؤه السلام والهدوء ما يجعل  الأم بكل إخلاص تتفنن في صنع بعض الطعام لصغيرها



( سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات مابيننا )



كانت تردد مع صوت فيروز المتستر وراء سماعتي راديو صغير بالمطبخ



مشهد جميل يخفي وراء العديد من علامات التعجب والتساؤل بل وبعض التفكير الذي يجبر العقل علي التمادي في إستنشاق كل قطرة فرح تذوب في أرجاء القلب .



صغيرها ذو عقل جميل يفكر بفطرته الطفوليه,يشبه هو برعم الورده قبل التفتح,يحمل بطيات أوراقه الكثير من السحر المخبئ ينتظر الرائي أن يفهم بعض تفاصيله.

_مامي !

ينطقها الصغير بلغة تكاد تختلف عن أى لغة أخرى,لها وقع النشوة الالساكنه بقلبها,في هدوء ينطقها كما الموسيقي التي تبعث الطمأنينة في القلوب.

_مرحبآ مامى..هل أنتهيت من اللعب



_ كلا لقد سقط الجندي في التلفزيون وخشيت أن يتضرر فارسي الصغير لذلك أنهيت اللعب

_ ومن ذلك الجندي؟؟

_لا أعلم لقد سمعت (عمو) المذيع يقول سقط الجندي الشجاع برصاصة الغدر

غدر؟؟ كلمة تقطر بصدرها هماً علي حدود الذكريات..ترتمي بحناياها قطع الوجع فتغمر مقلتيها ببعض الدموع التي حفرت لها طريقاً من كثرة جريانها فوق الخد.

_ نعم مامى دومآ الشجعان يكونون ضحية بالأخير..ولكنهم يضحون بأرواحهم في سبيل أن نعيش نحن بكرامه

_هل أنا شجاع؟

ببرائه لفظ الكلمه

_نعم حبيبي ..منذ أصبحت تنام بغرفتك وحدك

_هل الرجال كلهم شجعان

_ أعتقد ان أي رجل لديه بعض الشجاعه ..ولكن يلزمها الوقت الكافي لتظهر جليآ رؤي العين

بدا الفتي الصغير مفتونآ بالحديث الجدي مع والدته التي تقبلت اسئلته بإبتسامة..مع بعض التأمل في وجهه الصغير,لم يكن ينقصهما سويآ شئ ذا قيمه أكبر من الذي ترك باب قلبها موصدآ علي جرح غائر.

_مامي..هل كل الشجعان يموتون برصاص الغدر

_كلا فبعض الضحايا يموتون بكلمة واحده

_هل أبي شجاع



طعنها السؤال في مقتبل النسيان ليصفعها بقوة تردها إلي الحنين الذي داسته بقدمها كي تستطيع أن تتنفس لتعيش.

_نعم..نعم حبيبي أن والدك من أشجع الرجال

_هل هو قوي

_أكيييييييييييد

_هل لديه قلب شجاع

إرتسمت تلك المره إبتسامة غير إعتياديه فوق ثغرها..لتنظر بعدها إلي صغيرها وتربت علي شعره

_أن والدك يمتلك أقوي قلب وأشجع قلب

_واااو..ومنذ متي أصبح قلبه قويآ وشجاعآ

نظرت إلي صغيرها وقد أغرورقت عينها بالدموع المتحجرة منذ زمن..ثم تلتها تنهيدة عميقه

_منذ أن تركنا ورحل ..فلا يفعل ذلك إلا من كان قلبه قوي جدآ ليصده عن حب كبير

السبت، 9 فبراير 2013

كأس من حنين







بخفة ولياقه يقرع الوهم بابها,والسمع منها في هجرة بعيده 
ولكن قلبها مازال قابعآ في أيسر صدرها,يأتيها باليقين والخبر أنه عاد من سفر ملون,مشتاقة وبها لوعة من ضيم ألم بها في قارعة العمر فتركها تنتظر علي صوت الحنين
فتحت له أبوابآ ظنت يومآ أنها لاتفتح فلم تجد إلا فراغآ يضحك منها بعلو الصوت,خاب الأمل فعادت لذكري يابسة كأرض رمضاء بشهر القلق,تعود أدراجها وتنكب فوق قميصه المحلي بقطرات الدمع تحيك ماقد إهترئ من طول الانتظار,تغرق يدها بآنية العطر وتمسك بخيطها والسنارة في طرفه وتشدو علي لحن البعاد..

بالأمس طائر الغرام زارني ،

جناحه أخضر

أليس حقا ما أقول ؟

جناحه أخضر

تستند إلي جدار الصمت غارقة في بحار التأمل..تجف كئوس عطرها فتبكي فتعود الكأس بالدموع تمتلئ,في قميصه تجد راحة النسيان,وألفة الحضور قبل الغياب,يمر الشهر تلو شهر فشهر بعد آخر لتجف عينها ويفرغ الكأس,وتصدئ سنارتها وينقطع الخيط,بقميصه لاتسلم بقعة من يد الزمن..تمر السنون ومازال الوهم يباغتها ويطرق الباب فلاسمع يساعدها ولاعين لها تبصر,ومازال بصوتها بعض الهدوء فتعود لتنشد..

بالأمس طائر الغرام زارني ،

جناحه أخضر

أليس حقا ما أقول ؟

جناحه أخضر  

____________________
الابيات من قصيدة حلم ليلة فارغه
للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي

الجمعة، 8 فبراير 2013

الموعد المفقود













ليل وليد منذ لحظات..لم يكمل زينته ولم يهتم للعثمات نجومه, تشوبه سيطرة القمر المستبده في غياهيب السكون وجمال الورود الغافيه فوق صدر العطر الذي يتبع تلك الخطى كلما حطت قدم أو رفعت أخري

موعد غرام : ومن أفتي بأن الغرام له موعدآ, ومن دار بكأس الحب وصنع له قصصآ,كلها من نسج خيالها ,لم تدري عنه ولم تشاطره سرآ

سار بخطوات مرتبكه,حزين هو هكذا كانت تدل علامات العبوس علي وجهه,تبعته في خوف وإضطراب كرابطة عنق مرهون في طوقها حياة أحدهم..كفيه الاتان كانتا تحتضنها في سابق العمر تتأرجحان الآن بخفة إلي جانبيه بينما خطواته متلاحقه بتأكيد وإصرار.

من لليل والسهد من صاحب الا من جافته مشاعر لينه كانت ترويها وتلون عيناها برغد الفرح,تابعت خطواتها تلاحقه,غاب خلف النظر ثم مالبث أن نظر إليها

يا لذلك الشعور بالغبطه والرضى حين علمت عيناها أن بسمته تعني كل الوجود,بل أكثر من أي وجود تخيلته يومآ

تغير الطريق,أصبح لذجآ كمخلفات حلزون وطأت أقدامه يومآ هاهنا مكان سيرها,كثرت الحفر والصخور والخوف الممذوج بالصبر.

ليتها تعلم أن كيميا التواصل لاتترك للعقل مرسى يحط عليه أفكاره,أو يترك للخطأ فرصه ليراجع نظراتها المعلقه به

سارت!! وتابع سيره,كانت تقطف من كل بستان زهره,تخنقها بين كفوفها وتفكر كيف يكون للعاشق طريقة مختلفه في إظهار مشاعره,أسدلت طرف شالها فوق كتف عراه الألم,وكسته الأوجاع بلون باهت لايخلو من حنين,ليتها تعلم للحنين موطنآ لتهاجر إليه بجميع ماتعلمه عن فنون الإخلاص,والرغبة المستميتة للخلاص من دافع البعد الذي يتلفظ أنفاسه فوق حروف إسمه الذي بات ملازمآ لشفتيها

راق لها أن تغني بخافض الصوت..

(أغداً ألقاك ياخوف فؤادي من غدي..يالشوقي وأحتراقي في إنتظار الموعد)

فستانها اللوردي,زهرات بيدها,عطر لطالما أحبه,ذكرى مازالت تصدح في بالها,عقل هجر كل قوانين الفلسفه وأصبح هو فكرته الوحيده,ليل بات لايعرف من نجومه سوى إسمها مغزولآ بعناقيد إسمه,وقلب لايسكنه إلا طيف الشمس كي ينير له جنباته.

جاء الموعد..وهل طيف وجهه,وأسرتها فرحة اللقاء به,هكذا يكون النعيم في جنة الحب.

جلس في الموعد علي كرسي من نار الشوق وجمار الهوى..طارت خواتها لاتعلم للتباطئ إسم ولاتعيره إنتباه,الورد ضمته فوق صدرها,البسمة تلألأت فوق شفاهها..عيناها أخيرآ إلتقته!!

ولكن الغرام أخلف موعده..فثمة من عجل بالحضور قبلها..وثمة من قبل بأخرى غيرها.

كان هناك حبيبها..يجلس في عين من كانت يومآ مقبرة سرها ووطن تيهها,أصبحت الآن تدرك أنها أصبحت بلا وطن..ولا هويه..أو لربما أنها سلكت أخطأ الطرق